العايدى سات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قالوا رسول الإسلام كان سبابا ولعانا

اذهب الى الأسفل

قالوا رسول الإسلام كان سبابا ولعانا Empty قالوا رسول الإسلام كان سبابا ولعانا

مُساهمة من طرف مدير الموقع الإثنين مارس 15, 2010 4:06 pm

أعظم المنصّرون الفرية على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ؛ وصفوه بأنه كان سبابًا ولعانًا استنادًا في ذلك على حديثٍ لا يخدم مصالحَهم بحالٍ من الأحوالٍ في صحيح مسلم كِتَاب ( الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ ) بَاب ( مَنْ لَعَنَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ سَبَّهُ أَوْ دَعَا عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ أَهْلًا لِذَلِكَ كَانَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا وَرَحْمَةً) برقم 4705 حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ قَالَ: وَمَا ذَاكِ ؟قَالَتْ قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا. قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي ؟ قُلْتُ :اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا.

<BLOCKQUOTE>
حَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح و حَدَّثَنَاه عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ حَدِيثِ جَرِيرٍ و قَالَ فِي حَدِيثِ عِيسَى فَخَلَوَا بِهِ فَسَبَّهُمَا وَلَعَنَهُمَا وَأَخْرَجَهُمَا.

· الرد علي الشبهة

أولاً:كتب أخي الحبيب ساري ردًا جميلاً ، قال - حفظه اللهُ - : نجيبُ على تلك الفرية الكاذبة من جهاتٍ:
أولاً: إن الحديث الذي معنا يذكر موقفاً نادراً فريداً ، و لم ينقل عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسب و يلعن المؤمنين أبدًا، بل كان - صلى الله عليه وسلم - أطيبالناس وأرأف الناسِ حتى قال سبحانه وتعالى عنه : (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) )التوبة128).
و قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) )آل عمران159).
و قال سبحانه وتعالى : (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (الشعراء215).
وقال سبحانه وتعالىSadلَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة128).
وفي صحيح البخاري برقم 5578 عن أَنَسٍ t قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلَا لِمَ صَنَعْتَ وَلَا أَلَّا صَنَعْتَ.
و قد أجمعت كتبُ السيرةِ على أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان أعظمالناس خلقاً فما كان باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء ؛ ثبت ذلك عندالبخاري في صحيحه برقم 5571 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍt قَالَ: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ .
و عليه فمن الظلم البيّن أنينسب وصف ما لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بناءً على موقفٍ واحدٍ له تفسيره الصحيحفالوصف لا يلحق بالموصوف إلا بأن يكون عادة متأصلة فيه اشتهر بها و هذا لم يكنأبداً بل إن أم المؤمنين عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تروى لنا في هذا الحديث فزعها و تعجبها مما فعلهالرجلان فأغضبا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الطريقة !

ثانيًا : إن اللومَ في هذا الموقف لا يقع على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بل يقع على الرجليناللذين أغضبا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، و قد قال سبحانه وتعالىSadوَمَا كَانَ لَكُمْأَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ...) (الأحزاب53) .
ثالثًا : إن المعترض بنى اعتراضه على أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد لعن الرجلين بغيرِحقٍ لقولِه في الحديثِ : " فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا…."
وهذا الفهم باطل يقيناً و قد أورد العلماءُ الردود على هذا وأرجحهاما نقله الإمام النووي في شرحه لمسلم : أَنَّ الْمُرَاد لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ عِنْد اللَّه تَعَالَى ، وَفِي بَاطِن الْأَمْر ، وَلَكِنَّهُ فِي الظَّاهِر مُسْتَوْجِب لَهُ ، فَيَظْهَر لَهُ - صلى الله عليه وسلم - اِسْتِحْقَاقه لِذَلِكَ بِأَمَارَةٍ شَرْعِيَّة ، وَيَكُون فِي بَاطِن الْأَمْر لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ ، وَهُوَ - صلى الله عليه وسلم - مَأْمُور بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ ، وَاَللَّه يَتَوَلَّى السَّرَائِر .
و يدعم هذا القول أمران :
(1)أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - كما هو في الحديث يشارط ربه والمشارطة بما فيها من بيانالمكانة الرفيعة ومعاني الرضا والقربة لا يتصور قيامها في حالة الخطأ المتعمد منقبل شخصه الكريم إذ لو كان قد أذى أحد الناس بغير حق أوانتقاماً للنفس لكان الموضعموضع توبة و استغفار لا موضع مشارطة وعشم و رجاء.
(2) إن راوي هذاالحديث هي عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وقد شهدت بنفسها- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ما ظلم أو غلظ على أي: من المؤمنين بغيرِ حقٍ قط .
ففي مسند أحمد برقم 24139 عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ :أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ :كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ.
وفي صحيح البخاري برقم 3296 عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ :مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا . وبهذا تُفهم النصوص في ضوءِ بعضها البعض - إن شاء الله سبحانه وتعالى -.
رابعًا : أن المنصّرين يعترضون على موقف واحد من سيرةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - التي نقلتإلينا كاملة شاملة جميع أقواله وأفعاله وأحواله وامتلأت بها الكتب، و ينسون كمالمواقف التي ثبتت في كتبهم عن يسوع المسيح ،كم سب فيها ولعن ؛ بيد أن هذه الأناجيل لمتتناول سوى فترة قصيرة جداً من حياته تتراوح بين العام والنصف والثلاثة أعوام ،بل وحتى هذه الفترة تناولتها باختصار شديد جدًا ، ومع ذلك وجدنا أن يسوعسب المؤمنين في التالي:
يسوعيسب المؤمنين من اليهود (الحواريين! (
- قال لبطرس كبير الحواريين :" يا شيطان ) " متى 16 / 23)
- وشتم آخرين منهم بقوله : " أيها الغبيان والبطيئا القلوبفي الإيمان " (لوقا 24 / 25(
يسوع يسب المؤمنين من غير اليهود!!
سب المرأةَ الكنعانيةالمؤمنة ، ووصفها بالكلبة لمجرد أنها ليست من بنى إسرائيل ،والقصة كاملة فيإنجيل متيإصحاح 15 عدد 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.
لاحظ أن المرأةَ الكنعانية وفق هذا النص كانت مؤمنة بأن المسيح هو ابنداود المبشر به،وأنه يملك بإذن الله أن يساعدها ومع هذا أعرض عنها ، وقال: إنه لم يرسل إلا لليهود ، وحين توسلت إليه و تضرعت بذلٍ إليه ؛ لتنقذ ابنتها قال: إنها كلبةأممية ولا يجوز أن يؤخذ طعام الأبناء (اليهود) ليطرح للكلاب أمثالها ،حينها تنازلتعن أخر قطرة في كرامتها و إنسانيتها فاعترفت على نفسها أنها كلبة تحت أقدام أسيادهاتنتظر أن تأكل من فتات طعام موائدهم… حينئذ رضي عنها يسوع واعتبرها صالحة!!
و يصف سائر الأميين بالكلاب و الخنازير و ينصح اليهود بعدمهدايتهم! وذلك في إنجيل متى إصحاح 7 عدد6لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ
أهـ . بتصرف .
قلت : وتنسب إليه الأناجيل أيضًا أنه سب الفريسيين ، وذلك في إنجيل لوقا إصحاح 11 عدد 40يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ.
ونحن نبرئ المسيحَ عليه السلام من مثل هذه الأوصاف التي نُسبت إليه.

ثانيًا : كان على أصحابِ الشبهةِ أن يفقهوا أولاً- قبل عرضهم لها- أن الغضبَ نوعان:غضبٌ مذموم وغضبٌ محمود.
الأول : الغضب المذموم: هو غضب للدنيا ، ويتسبب فيه الشيطان لعنه الله ، ثبت في صحيح البخاري برقم 5650 عن سُلَيْمَان بْن صُرَدٍ tقَالَ :اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: « إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » . فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
والشاهد من الحديثِ قوله- صلى الله عليه وسلم - :" إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ". دل ذلك على أن هذا الغضبَ تسبب فيه الشيطان ، فهو غضب لدنيا .
الثاني :الغضب المحمود : هو غضب لله سبحانه وتعالى إذا انتهكت محارمه ، فنبينا - صلى الله عليه وسلم - يغضب إذا انتهكت محارم الله ، ففي صحيح مسلم برقم 4296 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَىْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَىْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ U.
وفي صحيحِ مسلمٍ أيضًا برقم 4708 عن أَبَي هُرَيْرَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :« اللَّهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّدٌ بَشَرٌ يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ وَإِنِّى قَدِ اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ آذَيْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
وهناك فرقٌ بين الغضبِ المحمود والحزن ؛ فالحزن صفة نقص ، لأن الذي يحزن لا يستطيع أن يدفع الأذية عن نفسِه لجبنٍ بداخلِه ، وعليه فإن الغضبَ في تلك المواقف صفة كما ل ، وأن الحزن في تلك المواقف صفةُ نقص كما نَسب الكتابُ المقدس لربِ العالمين الحزن والأسف ؛ لأنه خلق الإنسان ؛ هذا الإنسان الذي فعل الشرَ، فيغرق الأرضَ كلها إلا نوح عليه السلام ومن معه، وذلك في سفر التكوين إصحاح 6 عدد5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
ثالثًا : إن محمدًا- صلى الله عليه وسلم -أتى بالأسبابِ الكافيةِ للقضاءِ على حالاتِ الغضب ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر نقلاً عن كتابِ صحيح وصايا الرسول لسعد يوسف أبو عزيز ما يلي :
أولاً: الاستعاذة : قال سبحانه وتعالى Sadوَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) ) (فصلت ) . وفي صحيح البخاري برقم 5650 عن سُلَيْمَان بْن صُرَدٍ tقَالَ: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: « إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » . فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
ثانيًا : الوضوء :روى أبو داود في سننه بسندٍ ضعيف قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:« إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ ».ضعفه الألبانيُّ في السلسةِ الضعيفةِ برقم 582
ثالثًا :الالتصاق بالأرض : وذلك لأن قربَ الإنسان من الأرضِ يذكره ببداية ومنتهاه ، قالسبحانه وتعالىSad مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55))( طه ) . فإذا تذكر الإنسانُ الغاضب مبدئه ومنتهاه خشع لجبارِ السماوات والأرض ، ثم إذا كان قائما فليجلس وإن كان جلسًا فليضطجع ، وذلك لما روى أبو داود في سننه برقم4151 عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَنَا: « إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ ».
رابعًا : كظم الغيظ :قال سبحانه وتعالىSadوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)) ( آل عمران ). فهذه من صفات المؤمنين الذين أحبهم اللهسبحانه وتعالى. وقالسبحانه وتعالى(:ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)) (المؤمنون ). أي: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة. وفي سننِ أبي داود برقم 4147 قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ كَظَمَ غَيْظًا - وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ - دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ ».
غاظ أحدَ السلف غلامٌ له قيل : إنه (جعفر الصادق) فنظر إليه جعفرُ نظرة منكرة فقال الغلام لسيده: يا مولاي "والكاظمين الغيظ " قال: كظمت غيظي . قال الغلامُ : " وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ". قال :عفوت عنك . قال الغلام :" وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" قال: أذهب أنت حر لوجه الله ، ولك من مالي ألف دينار.
ولهذا ينبغي على المسلمِ في حالةِ الغضب أن يتفكر في الأخبارِ الواردةِ في ذمِ الغضب ، وفضل كظم الغيظ.
خامسًا : أن يخوف نفسه بعقابِ الله :وهو أن يقول قدرة الله أعظم من قدرتي على هذا الإنسان ؛ ففي صحيح مسلم برقم 3136 عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ :كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لي فَسَمِعْتُ مِنْ خلفي صَوْتًا « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ». فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ »
سادسًا : أن يحذر نفسَه عاقبة العداوة .مثل: الانتقام ، وشماتة أعدائه....
سابعًا : أن يتفكر في قبحِ صورته عند الغضب .
ثامنًا :أن يتفكر في السبب الذي يدعوا للانتقاميجده بسيط ويقوم الشيطان بتعظيمه في داخله .
تاسعًا :أن يتفكر أولاً هل غضبه لله أم من أجل دنيا زائلة؟ . أهـ بتصرف.
وعليه فعلى الإنسان أن يملك نفسه عند الغضب ، وألا يسترسل فيه ؛ لأنه بعد غضبه يندم ؛ فكثيرًا ما يغضب الإنسانُ ويطلق امرأتَه طلقة ثالثة لا رجعة فيها فيندم ، وكثيرًا ما يغضب فيتلف أموالَه إما بتمزيقها أو بحرقِها وكثيرًا ما يغضب فيضرب زوجتَه أو ابنه ضربًا مبرحًا قد يؤدي إلى هلاكهما فيندم ؛ ولهذا نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يقضى القاضي وهو غضبان ؛ لأن القاضي في حالِ غضبِه يمنعه الغضب عن تصورِ القضية على حقيقتِها كما يجب ؛ ولهذا صح عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري برقم 5649 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ».أهـ قاله الشيخُ ابنُ عثيمين - رحمه اللهُ - بنحوه في شرحِه لرياضِ الصالحين.

رابعًا : إن هذا الحديثَ يذكر أن نبينا سب ولعن شخصين غضبًا لله ، ولأنه بشر - صلى الله عليه وسلم - ، والشافعي - رحمه اللهُ - يقول : " من استُغضِبَ ولم يغضب فهو حمار" . بينما نجد أن الكتابَ المقدس ينسب لنبيِّ اللهِ موسى عليه السلام أنه في حالةِ غضبِه كسر اللوحين اللذين خطهما اللهُ بيده ؛ فيهما التعاليم والقداسة ...! وذلك في سفر الخروج إصحاح 32 عدد 15فَانْصَرَفَ مُوسَى وَنَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ: لَوْحَانِ مَكْتُوبَانِ عَلَى جَانِبَيْهِمَا. مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا كَانَا مَكْتُوبَيْنِ. 16وَاللَّوْحَانِ هُمَا صَنْعَةُ اللهِ، وَالْكِتَابَةُ كِتَابَةُ اللهِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى اللَّوْحَيْنِ. 17وَسَمِعَ يَشُوعُ صَوْتَ الشَّعْبِ فِي هُتَافِهِ فَقَالَ لِمُوسَى: «صَوْتُ قِتَال فِي الْمَحَلَّةِ». 18فَقَالَ: «لَيْسَ صَوْتَ صِيَاحِ النُّصْرَةِ وَلاَ صَوْتَ صِيَاحِ الْكَسْرَةِ، بَلْ صَوْتَ غِنَاءٍ أَنَا سَامِعٌ». 19وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ، فَحَمِيَ غَضَبُ مُوسَى، وَطَرَحَ اللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدَيْهِ وَكَسَّرَهُمَا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ ؟!
قلت : لماذا لم يطعن أصحابُ الشبهةِ على تلك النصوص ؟! ثم إننا لا نعلم ماذا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للرجلين اللذين أغضباه.....بينما ينسب الكتابُ المقدس إلى شاول أنه في حالةِ غضبه سب ابنه سبًا خرج به عن الألفاظِ الحسنةِ ... وذلكفي سفر صموئيل الأول إصحاح 20 عدد 30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ ؟!

خامسًا : إن هذا الحديث فيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لعن الرجلين وهذا لا إشكال فيه ؛ لأن لعن من يستحق اللعن لا شبهة فيه قط</BLOCKQUOTE>
مدير الموقع
مدير الموقع
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 428
مشاركات : 1
تاريخ التسجيل : 27/12/2009

https://elidy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قالوا رسول الإسلام كان سبابا ولعانا Empty رد: قالوا رسول الإسلام كان سبابا ولعانا

مُساهمة من طرف مدير الموقع الإثنين مارس 15, 2010 4:07 pm

ثكلتك أمك

قالوا :هل من أخلاقِ الأنبياءِ أن يسبوا أصحابَهم كما سب نبيكم معاذًا ؛ قال له : ثكلتك أمك ؟!! والدليل على قولِنا هو ما ثبت في سننِ ابنِ ماجةَ كتاب ( الفتن ) باب (كف اللسان في الفتنة) برقم 3963

<BLOCKQUOTE>

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - r - فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ النَّارَ الْمَاءُ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ قَرَأَ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ حَتَّى بَلَغَ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ :أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ :بَلَى فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: تَكُفُّ عَلَيْكَ هَذَا قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ: ثكلتك أمك يَا مُعَاذُ وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.
الرد على الشبهة


أولاً : إن هذا الحديثَ جاء من عدةِ طرقٍ صحيحةِ الإسنادِ منها:
ما ثبت عند أبى داود في سننه برقم 281 ، وصححه الإمام الألباني - رحمه اللهُ - في سنن أبي داود برقم 332 عَنْ أَبِي ذَرّ ٍ- رضى الله عنه - قَالَ: اجْتَمَعَتْ غُنَيْمَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - r - فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ ابْدُ فِيهَا فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَمْكُثُ الْخَمْسَ وَالسِّتَّ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ :فَسَكَتُّ فَقَالَ :ثكلتك أمكَ أَبَا ذَرٍّ لِأُمِّكَ الْوَيْلُ فَدَعَا لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ فَسَتَرَتْنِي بِثَوْبٍ وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ وَاغْتَسَلْتُ فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلًا فَقَالَ: الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ وَقَالَ مُسَدَّدٌ غُنَيْمَةٌ مِنْ الصَّدَقَةِ .قَالَ أَبُو دَاوُد: وَحَدِيثُ عَمْرٍو أَتَمُّ.
نلاحظ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال ثكلتك أمك لمعاذٍ ، ولأبي ذرٍ أيضًا ، وليس لمعاذٍ وحده كما ذكر أصحابُ الشبهةِ ؛ هذا من بابِ الأمانةِ العلميةِ.
ثانيًا : إن هناك سؤالاً يطرح نفسه هو هل قول النبيِّ - r- : " ثكلتك أمك " سب منه -r– لأصحابِه رضي الله عنهم كما فهم أصحابُ الشبهةِ ؟ الجواب : ليس في ذلك سب قط لماذا ؟ لأن تلك الكلمات كانت تجري على ألسنةِ العرب ولا يراد بها الدعاء أو السب ، وبالمثال يتضح المقال : الدارج عندنا في مصرَ أنك إذا رأيت شخصًا يتصرف تصرفًا غريبًا وهو صاحبك ، أو صديقك ، أو أخوك تقول له: (يخرب بيتك)! أنت لا تقصد أن تدعو عليه بخرابِ بيتِه ، ولا تقصد أن تسبه ؛ لكنها عبارة شائعة عند المصريين .
ويدعم ما ذكرت قولُ العلماءِ - رحمهم الله - في شرحِ الحديثِ كما يلي :
1- قال صاحبُ عون المعبود في شرح سنن أبى داود:
قوله Sad ثكلتك أمك أَبَا ذَرّ ) الثُّكْل فِقْدَان الْمَرْأَة وَلَدهَا أَيْ فَقَدَتْك أُمّك ، وَأَمْثَال هَذِهِ الْكَلِمَة تَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتهمْ وَلَا يُرَاد بِهَا الدُّعَاء ، وَكَذَا قَوْله - r- لِأُمِّك الْوَيْل لَمْ يُرِدْ بِهِ الدُّعَاء ، وَالْوَيْل الْحُزْن وَالْهَلَاك وَالْمَشَقَّة. أهـ
2- قال الإمامُ النوويُّ في شرحِه لصحيح مسلم: هُوَ مِمَّا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب فِي وَصْل كَلَامهَا بِلَا نِيَّة ، كَقَوْلِهِ : تَرِبَتْ يَمِينك ، عقري حلقي وَفِي هَذَا الْحَدِيث ( لَا كَبِرَتْ سِنّك ) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة ( لَا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنك ) وَنَحْو ذَلِكَ لَا يَقْصِدُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَقِيقَة الدُّعَاء... وَلَمْ يَكُنْ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا مُنْتَقِمًا لِنَفْسِهِ ، وَقَدْ سَبَقَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُمْ قَالُوا : اُدْعُ عَلَى دَوْس ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وَاَللَّه أَعْلَم. أهـ
من خلال ما سبق يتضح لنا أنه كان يجب على أصحابِ الشبهةِ قبل حُكمِهم على الحديثِ أن يفهموا مدلول اللفظ أولاً ، وذلك بالرجوعِ إلى مقصودِه اللغوي في بيئتِه الأصلية التي قيل فيها ‏.
إن قيل: إن قول Sadيخرب بيتك) عرف فاسد ونبيكم كان عليه أن يغير كلمة (ثكلتك أمك) فهي عرف فاسد؟ قلت : إن هذه الكلمات(ثكلتك أمك) وغيرها ليست بعرف بل هي لغة العرب ، ثم إن كل إنسان سوف يفقد أمَه ، وأمه ستفقده عن طريقِ الموتِ في الدنيا ، وهذا واقع لا محالة .
ثالثًا: إن إنجيل متى ينسب إلى يسوع المسيح أنه سب أصحابَه !
قال لكبيرِ الحواريين بطرس : " يا شيطان " !
أليس هذا سبًا من يسوعَ لأصحابِه بحسب ما نُسب إليه ؟! نقرأ ذلك في الإصحاح 16عدد 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
وتنسب الأناجيلُ إلى بولس الرسول أنه أهان التلاميذ في عدة نصوص منها:
1- سب التلاميذَ واصفًا إياهم بالكذب ، وذلك في رسالتِه الثانية إلى أهلِ كرنثوس (إصحاح 11 عدد1/ 15) ونقرأ ذلك بوضحٍ في نفسِ الإصحاحِ عدد26بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ.
2- أتهم التلاميذ بالرياء ، وذلك في رسالته إلى أهل غلاطية إصحاح2 عدد11وَلكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا. 12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفًا مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. 13وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضًا، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ!
والأعجب أنه يسبُ الغلاطيين في دعوتهم له ، وذلك في رسالته إلى أهل غلاطية إصحاح 3 عدد 1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! 2أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ 3أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ 4أَهذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا؟ إِنْ كَانَ عَبَثًا! 5فَالَّذِي يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟

وينسب الكتاب المقدس إلى إشعياء النبيِّ أنه سب قومَه ! وذلك في سفر إشعياء إصحاح 57 عدد 3«أَمَّا أَنْتُمْ فَتَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا يَا بَنِي السَّاحِرَةِ، نَسْلَ الْفَاسِقِ وَالزَّانِيَةِ!!
وينسب (الكتاب المقدس) إلى شاول النبيِّ أنه يسب ابنَه سبًا قبيحًا بألفاظٍ غير لائقة ،وذلك في سفرِ صموئيل الأول إصحاح 20 عدد 30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ ؟!!

وأتساءل :لماذا توجد هذه الألفاظ في كتابٍ من عند اللهِ في (الكتاب مقدس) ؟! وما هو رد أصحابُ الشبهةِ على تلك النصوص ؟

من كتاب رد السهام عن خير الأنام للأستاذ أكرم حسن مرسي المحامي AL MO7AMY-
من دعاة الجمعية الشرعية بالجيزة</BLOCKQUOTE>
مدير الموقع
مدير الموقع
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 428
مشاركات : 1
تاريخ التسجيل : 27/12/2009

https://elidy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى