العايدى سات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قالوا نبيّ الإسلام لا يضمن دخول الجنة

اذهب الى الأسفل

قالوا نبيّ الإسلام لا يضمن دخول الجنة Empty قالوا نبيّ الإسلام لا يضمن دخول الجنة

مُساهمة من طرف مدير الموقع الإثنين مارس 15, 2010 4:05 pm

قالوا : إذا كان رسولُ الإسلامِ نفسُه لا يضمن دخولَ الجنة ؛ فكيف الحال بكم أنتم أيها المسلمون ؟! واستشهدوا على قولِهم بحديثٍ في الصحيحين واللفظ لمسلم كِتَاب (صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ) بَاب ( لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى) برقم 5041 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْتَ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ".

<BLOCKQUOTE>
• الرد على الشبهة
أولاً : إن المسلمينَ يعتقدون بأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد موته في الفردوسِ الأعلى كما دلت السنةُ المطهرةُ على ذلك ، ودلت أيضًا على أن هناك أناسًا بعينِهم من أصحابِه في الجنةِ ؛ جاء ذلك في عدةِ أدلةِ منها:
1- صحيح البخاري برقم 4103 عَنْ أَنَسٍرضى الله عنه قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ – عَلَيْهَا السَّلَام -: وَا كَرْبَ أَبَاهُ فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ :يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلَام-: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ. الشاهد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :" لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ". أي: أنه سيُنعم عند ربِ العالمين في جنتِه ودار مقامته ، والشاهد أيضًا قول فاطمةَ : " يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ ". دليلُ علي علمِ من حولِه علماً يقينًا بأنه صلى الله عليه وسلم في الفردوسِ الأعلى.
2- صحيح البخاري برقم 4892 عَنْ سَهْلٍ رضى الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا".
3- مسند أحمد برقم 12133 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم :"مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَقَامَ عَلَيْهِنَّ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ ".
4- ثبت أن اللهَ سبحانه وتعالى أطلعَه صلى الله عليه وسلم على الجنةِ ، وذلك في صحيح البخاري برقم 3002 عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضى الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :"اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ،وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ".
وفي صحيح الجامع برقم 7695 قال صلى الله عليه وسلم : " في الجنة ما لا عينٌ رأت و لا أذنٌ سمعت و لا خطرَ على قلب بشر ".
5- ثبت أنه يشفع صلى الله عليه وسلم لغيره ليدخلوا الجنة ، وذلك في صحيح مسلم برقم 289 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ":صلى الله عليه وسلم أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا ".
6- ثبت أن الصحابةَ رضي الله عنهم كانوا يتمنون مرافقتَه في الجنةِ ؛ وذلك في صحيح مسلم برقم 754 عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِي رضى الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي :سَلْ فَقُلْتُ :أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ:" أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ". قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ قَالَ :" فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".
7 - ثبت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر عن أُناسٍ بعينِهم بأنهم في الجنة منهم :العشرة المبشرين بالجنة ، وذلك في سنن الترمذي برقم 3680 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :صلى الله عليه وسلم " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ،وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ،وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ،وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ،وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ،وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ ،وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ ،وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ ".
8- ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن حالِ ابنِه إبراهيمَ في الجنةِ ، وذلك في صحيح البخاري برقم 1293 عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَرضى الله عنه قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلامقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ ".
9- ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن حالِ حارثةَرضى الله عنه في الجنةِ ، وذلك في صحيح البخاري برقم 2598 عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضى الله عنه أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ:" يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى ".
10- ثبت أنه أخبر عن حالِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ في الجنةِ ، وذلك في صحيح البخاري برقم 5388 عَنْ الْبَرَاءِرضى الله عنه قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ : صلى الله عليه وسلم " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا "؟ قُلْنَا : نَعَمْ قَالَ:" مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا ".
11- ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن رجلٍ قُتِلَ يومَ أحدٍ بأنه في الجنةِ ، وذلك في صحيح البخاري برقم 3740 عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ : أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا ؟ قَالَ:" فِي الْجَنَّةِ" فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
وبالتالي فإن ما سبق يوضح لنا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأنه أخبر عن أناسٍ بعينهم بأنهم من أهلِ الجنة ، وعليه تبطلُ شبهتهم التي تقول : إذا كان رسولُ الإسلامِ لا يضمن دخول الجنة فكيف الحال بكم أنتم أيها المسلمون!
ثانيًا: إن فهمَ الحديثِ الذي أُشكل فهمُه على المعترضين وغيرهم يُفهم فهمًا صحيحًا بفهمِ حرفٍ واحدٍ فقط هو حرف (الباء) من كلمة " بِعَمَلِهِ " ؛ الحديث يقول : " وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ ".
الباء هنا هي باء الثمنية ، والمعني: أن العملَ سبب من أسبابِ دخولِ الجنةِ ؛ لكنه ليس الثمن لدخولها فدخول الجنة بالعمل الذي كان بتوفيق من اللهِ ورحمةٍ منه ، فنحن ما وفقنا للعمل الصالح إلا برحمةٍ من اللهِ وفضله .
والناظرُ إلى حياتنا يجدها تضيع بين النوم ، والأكل ، والعمل ..... وأما العبادة فقليلة.
وبالتالي فهذا العمل القليل ليس هو الثمن لدخول الجنة بل برحمةِ اللهِ سبحانه وتعالى .
قال الإمامُ النوويُّ - رحمه اللهُ - في شرحِه : وَفِي ظَاهِر هَذِهِ الْأَحَادِيث : دَلَالَة لِأَهْلِ الْحَقّ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقّ أَحَد الثَّوَاب وَالْجَنَّة بِطَاعَتِهِ ، وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى : { اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } { وَتِلْك الْجَنَّة الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وَنَحْوهمَا مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى أَنَّ الْأَعْمَال يُدْخَل بِهَا الْجَنَّة ، فَلَا يُعَارِض هَذِهِ الْأَحَادِيث ، بَلْ مَعْنَى الْآيَات : أَنَّ دُخُول الْجَنَّة بِسَبَبِ الْأَعْمَال ، ثُمَّ التَّوْفِيق لِلْأَعْمَالِ وَالْهِدَايَة لِلْإِخْلَاصِ فِيهَا ، وَقَبُولهَا بِرَحْمَةِ اللَّه تَعَالَى وَفَضْله ، فَيَصِحّ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُل بِمُجَرَّدِ الْعَمَل . وَهُوَ مُرَاد الْأَحَادِيث ، وَيَصِحّ أَنَّهُ دَخَلَ بِالْأَعْمَالِ أَيْ بِسَبَبِهَا ، وَهِيَ مِنْ الرَّحْمَة . وَاَللَّه أَعْلَم .أهـ
ونقل ابنُ حجرٍ في الفتحِ قول الرَّافِعِيّ قَائلاً : فِي الْحَدِيث أَنَّ الْعَامِل لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَّكِل عَلَى عَمَله فِي طَلَب النَّجَاة وَنَيْل الدَّرَجَات لِأَنَّهُ إِنَّمَا عَمِلَ بِتَوْفِيقِ اللَّه ، وَإِنَّمَا تَرَكَ الْمَعْصِيَة بِعِصْمَةِ اللَّه ، فَكُلّ ذَلِكَ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَته .وأما عن تَفْسِير مَعْنَى " يَتَغَمَّدنِي " قَالَ أَبُو عُبَيْد : الْمُرَاد بِالتَّغَمُّدِ السَّتْر ، وَمَا أَظُنّهُ إِلَّا مَأْخُوذًا مِنْ غَمْد السَّيْف لِأَنَّك إِذَا أَغْمَدْت السَّيْف فَقَدْ أَلْبَسْته الْغِمْد وَسَتَرْته بِهِ أهـ
وأما عن قولِ القائل :" وَلَا أَنْتَ ". أجاب النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائلاً : " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ ".
قوله صلى الله عليه وسلم : " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ " . أي: أنه صلى الله عليه وسلم يُخبر أن هدايته للنبوة ، وعصمته ، وعلمه الذي علمه ، ودخوله للجنة برحمة من الله و فضله سبحانه وتعالى ، وبمعنى أكثر وضواحًا : لولا أن تداركني الله برحمةٍ منه فضلٍ ما وفقت لعملي الصالح ، ودخولي الجنة ؛ ومما يدلل على ذلك قوله سبحانه وتعالى : ((وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )) (النساء113) .
قال ابُن حجرٍ في الفتح: قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : إِذَا كَانَ كُلّ النَّاس لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّه فَوَجْه تَخْصِيص رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِالذِّكْرِ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَقْطُوعًا لَهُ بِأَنَّهُ يَدْخُل الْجَنَّة ثُمَّ لَا يَدْخُلهَا إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّه فَغَيْره يَكُون فِي ذَلِكَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى . قُلْت : وَسَبَقَ إِلَى تَقْرِير هَذَا الْمَعْنَى الرَّافِعِيُّ فِي أَمَالِيهِ فَقَالَ : لَمَّا كَانَ أَجْر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّاعَة أَعْظَم وَعَمَله فِي الْعِبَادَة أَقَوْم قِيلَ لَهُ " وَلَا أَنْتَ " أَيْ : لَا يُنَجِّيك عَمَلك مَعَ عِظَم قَدْره ، فَقَالَ: " لَا إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّه "وَقَدْ وَرَدَ جَوَاب هَذَا السُّؤَال بِعَيْنِهِ مِنْ لَفْظ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر بِلَفْظِ " لَا يُدْخِل أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّة وَلَا يُجِيرهُ مِنْ النَّار ، وَلَا أَنَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ مِنْ اللَّه تَعَالَى " .أهـ
ثالثًا: إن كاتب إنجيل متى ينسب إلى يسوع المسيح أنه أمر أتباعَه من الرجالِ أن يختصوا من أجلِ أن يدخلوا الملكوت (الجنة) ! وذلك في الإصحاح 19 عدد 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ»!!
قلت: إن الواضح من النصوص أن المنصّرين أصحاب الشبهة لن يدخلوا الملكوت (الجنة) هذا إن أحسنتُ الظنَ بهم ؛ لأن الذي يدخل الجنة بحسب ذلك النص لابد أن يكون مخصيًا ؛ خصى نفسَه لأجل ملكوت الله !!
ثم إن بولس الرسول قد أعلن في رسالته الأولى إلي كورنثوس إصحاح 6 عدد 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
لاحظ من كلامِه أن الشتامين لا يرثون ملكوت الله ؛ فبحسب كلامِ بولس أن يسوع لا يدخل الملكوت!! للآتي:
1- يسوع يشتم المرأة الكنعانية ، ويجعلها من زمرةِ الكلابِ !! فعندما جاءت امرأةٌ كنعانية إليه تسترحمه بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً :«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب» (متى15/ 26 )
2- قام بشتم معلمي الشريعة قائلاً لهم : " يا أولاد الأفاعي " (متى 3 / 7 )
وشتمهم في موضعٍ آخرٍ قائلاً لهم : " أيها الجهال العميان " (متى 23 / 17 )
... وغيرها من أمثالِ تلك النصوص .
وأتساءل هل سيدخل يسوعُ الملكوت بحسبِ كلامِ بولس أم لا ؟
قلت: إننا نعتقد أن المسيحَ عليه السلام في أعلى درجاتِ الجنةِ ، أما هم فلا أعرف معتقدهم بعد تلك النصوص !
</BLOCKQUOTE>
مدير الموقع
مدير الموقع
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 428
مشاركات : 1
تاريخ التسجيل : 27/12/2009

https://elidy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى